الخميس، 18 مارس 2010

كل عام وأنتي بخير ...يا أمي

كل عام وكل أم طيبة
ومليون رحمة ونور علي كل أم
غادرت دنيانا الفانية
علشان تعيش في الجنة ...
بنتكلم عن الأمهات اللي بجد
مش أمهات حفلات تامر وسهرات نانسي
كل عام وكل أم مصرية شقيانة ... بخير
وخليكوا معانا في
احتفالية عيد الأم
كل سنة وأنتم طيبين

حكاية (أم) اسمها ...إلهام !!




إلهام عزوز (25) سنة، لن تمر بجوار البنك الأهلى


بشارع قصر النيل


إلا وتراها، فقد أصبحت إلهام معلماً من معالم وسط البلد،


فهى منذ سبع سنوات متتالية، من السادسة صباحاً


وحتى الخامسة عصراً تجلس بجوار صناديق أنيقة


من البلاستيك تحوى مخبوزات وفطائر وكيك وأنواع من البسكويت


تبيعها لموظفى البنك، تقول إلهام: «ببيع بأسعار مناسبة،


وهنا ضامنة البيعة تخلص».

حصلت إلهام على دبلوم الغزل والنسيج من بركة السبع بالمنوفية،


ولأنها لا تعرف «الفلاحة» قرر أبوها بإيعاز من أمها أن يزوجها


لأول قادم يطلب يدها لتستقر فى «مصر»، أى القاهرة،


وتزوجت إلهام واستقرت فى حجرتين وصالة بمساكن شعبية


بحى المقطم، وعملت فى فرن إفرنجى بالعمرانية.

اليوم وبعد مرور 7 سنوات على قدومها إلى القاهرة وزواجها


تحمل إلهام صغيرتيها نور ومريم 5 سنوات وسنتين،


فى الخامسة صباحاً كل يوم استعداداً للعمل:


«شتا وصيف باشيلهم على دراعى ونطلع نجرى والناس نايمة


علشان ألحق شغلى فى الفرن، باوديهم الحضانة وأرجع أروح أقعد


بالبضاعة جنب البنك علشان استقبل دخول الموظفين وأضمن إنهم


ياخدوا من عندى كيكة أو بسكويتة للفطار، وبعدها بفضل قاعدة بين


النوم واليقظة لحد ميعاد انصراف الموظفين من البنك، وبجرى أجيب


بناتى من الحضانة فى عابدين، أشيل اللى اتبقى من البضاعة ونركب


عربية وأروح العمرانية عشان استلم ورديتى التانية فى الفرن،


أكيّس المخبوزات لتانى يوم، وأمسح الفرن وأنا ماشية، وبناتى


بيفضلوا جنبى يلعبوا، أصل صاحب الفرن راجل طيب ومقدر ظروفى،


بس ساعات بيتلسعوا فى الصاجات وهى خارجة من الفرن أو بيلعبوا فى الدقيق


وصاحب الفرن بيتضايق ويزعق لى، وتقريبا باخلص ع الساعة 9 بالليل،


بأشيل البنات تانى وأركب للجيزة، اشترى شوية أكل وخضار ونرجع


نركب تانى للسيدة عائشة ومنها للمقطم، وبكون خلصانة، بنوصل تقريبا


على الساعة 11 ويادوب ناكل لقمة هيه فطارنا وغدانا وعشانا وننام بهدومنا


إللى كنا بيها فى الشارع، يعنى بنطلع الصبح والناس نايمة


ونرجع والناس قربت تنام».

إلهام التى كان تثاؤبها أكثر من الكلام وهى تتحدث عن يومها، تعمل


من السبت إلى الخميس من الـخامسة صباحاً وحتى التاسعة ليلاً،


عندما تصل «خلصانة» إلى بيتها تجد زوجها «محمد» يشاهد التليفزيون


، يقلب القنوات ويتناول كوبا من اللبن كانت قد اشترته للبنات أو سندوتشات


اشتراها «لنفسه» وهو قادم من عمله إلى البيت.

محمد يعمل فى محل بيع أدوات كهربائية فى العتبة ومرتبه 300 جنيه بيصرفها


على نفسه.. سجايره وأكله ومواصلاته، تضيف إلهام: «أنا باخد 500 جنيه


فى الشهر باصرف منها 250 للحضانة للبنتين والباقى بادفع منه إيجار الشقة


والمواصلات، ومصروف الأكل والشرب لى وللبنات». إلهام تدبر أمورها


بـ «الجمعيات»، تقول: «داخلة جمعية وباشترى هدوم البنات بالقسط،


والهدوم بتيجى لى من الناس الطيبة بأيفها وأوضبها وألبسها وأهى ماشية».

يوم الجمعة هو يوم شقاء أيضا لإلهام، تقول: «باصحى من الساعة 6


علشان أغلى الهدوم المنقوعة من بالليل وأنشر وأغسل وأشيل وأطبق،


هدومنا قليلة ومعنديش غسالة وطول الأسبوع بدور زى الـ (......) فى الساقية


، ومفيش وقت أغسل غير الجمعة، بيتهد حيلى، لكن ح أعمل إيه..


أهى عيشة والسلام».

»نفسى أنام، نفسى محمد يسيب اللبن اللى باشتريه للبنات لأن صحتهم تعبانة


وفلوسى «يادوب» مابقدرش حتى اشترى لهم بدل اللى أبوهم بيشربه، نفسى


ألاقى شغل لحد الساعة 3 وبس علشان أروح بيتى استريح وأنام، نفسى أنام»!

إلهام صاحبة الـ 25 عاماً، تأكل اللحم فى الأعياد والفراخ مرة فى الأسبوع


بالتناوب مع الكبدة المستوردة، باعت حلق ابنتها نور لكى تصلح سباكة الحمام،


وباعت حلق مريم لكى تشترى لها علاج اللوز.

زوجها (الشاب) يشرب لبن بناته، ويغضب إذا ما طلبت منه أن يغلق الباب


وراءها صباحاً لأنها بتصحيه من أحلى نومه، ويشخط ويسب عندما تنادى


عليه لكى يساعدها فى حمل البنات والخضار ليلاً لأنها بتقل مزاجه وهو يشاهد الفيلم،


إلهام تشعر أنها هجرت الراحة ولم يعد لها الحق فى أى شىء، هجرت نفسها


وأصبحت شيئاً آخر يدور فى السواقى،


أصبحت معلماً من معالم وسط البلد، فكلاهما... لا ينام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق