السبت، 20 يونيو 2009

علي اسم مصر


لأن الحياة خليط عجيب من المتناقضات ..
من حُبٍّ وحربْ .. من ألمٍ وأملْ .. من نارٍ ونورْ ..
كان صلاح جاهين وليداً لهذا الخليط،
وأتت رباعياته الجميلة
لتخط لنا قصة الإنسان المعبأ بكل تناقضات الزمان
فهو البسيط الساخر .. اكتشف حكمة الشعب في رباعياته ..
وأرخَّ لمسيرة الناس في أغنياته ..
وسطر عذاباتنا وقلقنا وتأرجح العلاقة
المواطن والسلطة في أشعاره بسيطة التعبير.
حكايته هي حكاية صبي منعه أبوه من الرسم
ليهتم بدراسته ، ترك الرسم ولجأ للشعر ..
ثم حَنَّ للرسم من جديد .. فخيبه أمل الآباء في الأبناء
هي العنوان الأمثل الذي يصلح كبدايه لحدوتة حياته
رغم أنه أثبت العكس تماماً .. هذا هو
"محمد صلاح الدين بهاء أحمد حلمي"
الشهير بـ "صلاح جاهين"، وصل إلي الحياة في 25
/ 12 / 1930م حيث ولد في حي شبرا بشارع جميل باشا
، وكان هو الإبن الأول لوالديه، أبوه هو المستشار بهجت حلمي
الذي كان وكيل النيابة في سنة الميلاد،
وتدرج في السلك القضائي إلي أن أصبح
رئيس لمحكمة استئناف المنصورة،
وجده الصحفي الكبير أحمد حلمي
(شارع أحمد حلمى بشبرا يحمل اسمه)
له بصمات عديدة في السياسة
فقد كان رفيقاً للزعيمين مصطفى كامل
ومحمد فريد
وأسس جريدة القطر المصري،
وكان أول صحفي في مصر
يذم في الذات الملكية في زمن الخديوي عباس حلمي،
أما أمه السيدة أمينة حسن فكانت مدرسه
وكانت تروى له القصص العالمية والأمثال الشعبية
سلس لطالما عشقه، فعملت على غرس
كل ما تعلمته من دراستها فى مدرسة السنية
، ثم عملها كمدرسة للغة الانجليزية فى طفلها
النبيه الذى تعلم القراءة فى سن الثالثة.






دي صورة عم صلاح جاهين







أكيد سمعتوا عنه



واللي عايز يعرف مين هو صلاح جاهين



يقرا قصيدة



علي اسم مصر



تفضلوا :




على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء
أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء
بحبها وهي مالكة الأرض شرق وغرب
وبحبها وهي مرمية جريحة حرب
بحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء
واكرهها وألعن أبوها بعشق زي الداء
واسيبها واطفش في درب وتبقى هي ف درب
وتلتفت تلاقيني جنبها في الكرب
والنبض ينفض عروقي بألف نغمة وضرب



على اسم مصر
مصر النسيم في الليالي وبياعين الفل
ومرايه بهتانة ع القهوة .. أزورها .. واطل
القى النديم طل من مطرح منا طليت
والقاها برواز معلق عندنا في البيت
فيه القمر مصطفى كامل حبيب الكل
المصري باشا بشواربه اللي ما عرفوا الذل
ومصر فوق في الفراندة واسمها جولييت
ولما جيت بعد روميو بربع قرن بكيت
ومسحت دموعي في كمي ومن ساعتها وعيت




على اسم مصر
أنا اللي اسمي حتحـور .. أنا بنت رع
مثـال الأمـومـة ورمـز الحـنـان
تفـيض حـلمـاتي وتمـلا الـتـرع
وتسـقـي البـشـر كلهـم والغـيـطان
نهايته يا مصر اللي كانت أصبحت وخلاص
تمثال بديع وانفه في الطين غاص
وناس من البدو شدوا عليه حبال الخيش
والقرص رع العظيم بقى صاج خبيز للعيش
وساق محارب قديم مبتورة ف أبو قرقاص
ما تعرف اللي بترها سيف والا رصاص
والا الخراب اللي صاب عقل البلد بالطيش
قال ابن خلدون أمم متفسخة تعيش ليش
وحصان صهل صحى جميع الجيش






على اسم مصر
النخل في العالي والنيل ماشي طوالي
معكوسة فيه الصـور .. مقلوبة وانا مالي
يا ولاد أنا ف حالي زي النقش في العواميد
زي الهلال اللي فوق مدنة بنوها عبيد
وزي باقي العبيد باجري على عيالي
باجري وخطوي وئيد من تقل أحمالي
محنيه قامتي .. وهامتي كأن فيها حديد
وعينيا رمل العريش فيها وملح رشيد
لكني بافتحها زي اللي اتولدت من جديد








على اسم مصر
مصر .. التلات أحرف الساكنة اللي شاحنة ضجيج
زوم الهوا وطقش موج البحر لما يهيج
وعجيج حوافر خيول بتجر زغروطة
حزمة نغم صعب داخلة مسامعي مقروطة
في مسامي مضغوطه مع دمي لها تعاريج
ترع وقنوات سقت من جسمي كل نسيج
وجميع خيوط النسيج على نبرة مربوطة
أسمعها مهموسة والا أسمعها مشخوطة
شبكة رادار قلبي جوه ضلوعي مضبوطة








على اسم مصر
وترن من تاني نفس النبرة في وداني
ومؤشر الفرحة يتحرك في وجداني
وأغاني واحشاني باتذكرها ما لهاش عد
فيه شيء حصل أو بيحصل أو حيحصل جد
أو ربما الأمر حالة وجد واخداني
انا اللي ياما الهوى جابني ووداني
وكلام على لساني جاني لابد أقوله لحد
القمح ليه اسمه قمح اليوم وأمس وغد
ومصر يحرم عليها .. والجدال يشتد
على اسم مصر





صلاح جاهين






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق